
ارنستوا تشي جيفارا(14-5-1928) - (8-10-1967]نبذة عن حياته:ولد أرنستو تشي جيفارا عام 1928 من عائلة برجوازية أرجنتينيةوكان عمره لم يتجاوز العامين عندما اكتشف اهله انه مصاب بمرض الربو .تلقى تعليمه الاساسي بالبيت على يد والدته ( سيرينا لاسيليا دي )،كان جيفارا منذ صغره قارئا لماركس ، انجلز وفرويد حيث توافرت الكتبفي مكتبة ابيه بالمنزل . التحق بصفوف مدرسة ( كوليجيو ناسيونال) الثانوية عام 1941 وتفوق في الادب والرياضيات. عايش في تلك الفترة مأساة لاجئي الحرب الاسبانية الاهلية والازمات السياسية المتتابعة فيالارجنتين خلال عهد الديكتاتورالفاشي لجوان بيرون. غرست هذه الاحداثفي ذهن جيفارا الصغير الاحتقار للمسرحية الديموقراطية البرلمانيةوكره السياسين وحكم الاقلية الرأسمالية وقبل ذلك كله حكم واستعباد دولار الولايات المتحدة الامبريالية . خلال ذلك التحق بحركات طلابية لكنه لم يظهر اهتماما ملحوظا بالسياسةالتحق بالجامعة حيث درس الطب لفهم مرضه الخاص, لكنه فيما بعد اصبحأكثر اهتمام بمرض الجذام. خرج عام 49 في رحلة يستكشف الأرجنتين الشّماليّة على درّاجة , و للمرّة الأولى يقابل فيها الطبقة الكادحة الفقيرة وقرر الخروج مرة اخرى عام 1951 في رحلة طويلة وطافقبيل تخرجه من كلية الطب مع صديقه (ألبرتو غراندو) معظم دول أمريكا الجنوبيةعلى الدراجة النارية, فزار إضافة لبلده الأرجنتين , التشيلي وبوليفيا وكولومبياوالإكوادور وبيرو وبنما وعايش معاناة الفلاحين والطبقة الكادحة من العمال وفهم طبيعة الاستغلال الذي يعانيه شعوب الدول المضطهدة وكيف يستغل الرأسمالي حاجة الفقراء ويخضعهم تحت تصرفهم عاد إلى البيتلامتحاناته النّهائيّة متأكّد من شيء واحد فقط, أنه لم يرد أن يصبح ممارس عامّمنتمي للطّبقة الوسطى وكرس نفسه منذ ذلك الحين ثائراً أو محرضاً على الثورة أو شريكاً فيها حيثما أمكن ذلك. فسافر عام 1953 الى المكسيكوهي البلد الأمريكي اللاتيني الأكثر ديموقراطية والتي كانت ملجأ للثوارالأمريكان اللاتين من كل مكان. تعرف على (هيلدا جادي) التي كان لها مخزون ماركسي جيد مما عزّز تعليمه السّياسي, اعتنت به و قدّمته لـ (نيكو لوبيزا)احد ملازمين (فيديل كاسترو) الذي كان في ذلك الوقت يقوم بالهجوم على قلعةموناكو حيث فشل هجومه واعتقل وحوكم وفي اثناء محاكمته اصدر بيانا سياسياكان بمثابة برنامج سياسي يبين اهداف الحركة الثورية لفيديل ورفاقه . اعجب ارنستو بشخصية فيديل وتمنى مقابلته وهذا ما كان بعد خروج فيديل عام 1955 من المعتقل .ادرك جيفارا قي ذلك الحين انه وجد شخصية القائد الذي كان يبحث عنه.قويت علاقة الرفيقين ببعضهما وقاما بالتخطيط لتحرير كوبا من حكم الدكتاتور باتيستا.انطلق الثائرين ومعهم 80 ثائرا اخر على متن سفينة قاصدين شواطئ كوبا .اثناء ذلك اطلق على جيفارا لقب تشي ( الصديق او الرفيق ).سرعان ما اكتشفتهم قوات ( باتيستا) وهاجمتهم ولم يسلم منهم سوىعشرون ثائراً صعدوا جبال ( السيرامايسترا) واعادوا ترتيب صفوفهم.نجحوا في اقناع الفلاحين والفقراء بضرورة الثورة فأمن ذلك لهم الحماية وان كانت محدودة وسرعان ما اثبتوا جديتهم وتلاحقت انتصاراتهم على جيش باتيستاالى ان وصلوا هافانا واعلنوا نجاح الثورة والقضاء على حكم باتيستا وبعد نجاح الثورة عين جيفارا وزيراً للثورة وقام بزيارة العديد من البلدانوالتقى العديد من القادة امثال (جمال عبد الناصر) و(نهرو) و(تيتو) و(سوكارلو)ومن ثم عين وزيراً للصناعة وبعد ذلك وزيراً ورئيسا للمصرف المركزي . وكان بمثابة الرجل الثاني في الدولة بعد فيديل كاستروا . امن منذ البدء بضرورة اعادة هيكلية النظام الاقتصادي لكوبا وفتح المصانعوذلك لسد احتياجات كوبا وعدم لجوئها وخضوعها تحت الهيمنة الامبريالية. وضحت معالم شخصية تشي الماركسية اللينينية وتوجهه نحو سياسة (ماو-تسي يونج) وامن بان الثورة تحضَر في الريف ومن ثم تنطلق الى المدن وخالف بذلكسياسة رفيقه فيديل الذي كان يميل للسياسة الشيوعية الروسية في تلك الفترة .بعد نجاح الثورة في كوبا اثر تشي ان يكمل حلمه في تحرير شعوب العالم النامي ومساعدتهم بالتخلص من الحكم الاستعماري والهيمنة الامبرياليةفغادر كوبا تاركاً مناصبه وعائلته متجها الى الكونجو في افريقيا وبعد محاولتهلتكوين الجيش الثائر فشل بعد رفض الشعب الافريقي للتعاون معه لاعتبارهغريب ولم يقتنعوا باهدافه فكانت تجربة قاسية له ولكنه اثر الا ان يكمل مسيرتهفانطلق متجها الى بوليفيا واستطاع هناك ان يكون فرقا ثورية من الفلاحينوالعمال والبدء بالثورة الا انه لم يستطع مواجهة الجيش البوليفي الذي كاناقوى ومجهز واحدث من جيش باتيستا وغير ذلك مساعدة النظام الامبرياليالامريكي للحكومة البوليفية فكان الامر شاقاً عليه ومعذلك استمر الى ان قتل بعد ان القي القبض عليه .اتسم تشي بشخصية سياسية لها منطلقاتها ووجهة نظرها الخاصة فكانت له مواقفه الرافضة للهيمنة السوفيتية على الثورة والتي كانت تميل الى مهادنة النظام الامبريالي فكان يؤكد مرار على ضرورة الثورة ضد الهيمنةوالاستغلال فردد باستمرار عبارته الشهيرة( لاحياة خارج الثورة ولتوجد فيتنام ثانية وثالثة واكثر ).نعم فقد كان لتشي اعداء كثر ولعل ذلك يكمن في اسلوبه الصريح في النقد ومهاجمة المخطئ مهما كان.على اية حال فان تشي انتهت حياتهعلي يد جندي من جنود الجيش البوليفي وكما يقال بتعاون مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية. ولعل سر سحر شخصية تشي يرجع الى تلكالمواقف واسلوبه القوي وعناده ورفضه للهيمنة حتى لو كانت من مؤسسة شيوعية كالاتحاد السوفيتي. مهما كان فقد كان تشي الشخصية الاكثر اثارةومحبة في قلوب الشعوب المضهدة حول العالم وستظل صورهفي قلوبنا وعلى صدورنا فاحلامه واحلامنا لاتعرف حدود .
__________________